alexa

الخميس، 18 أغسطس 2016

طالبُ العلم.. والقَفَزات فضيلة الشيخ مشاري الشثري

طالبُ العلم.. والقَفَزات

فضيلة الشيخ:
مشاري الشثري




(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)



وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا



تمثِّل الإجازة الصيفية ربيعًا علميًّا لطالب  العلم، وهي تبرهن على صدق طلبِه إنْ هو استغلَّها،
فالعطاء المشيخي تعتريه - عدا مطلعِ الإجازة - عواملُ التعرية لصالح البرامج  العلمية الخاصة،
إنْ على مستوى طالب  العلمِ نفسِه، أو مجموعته الضيقة، فإذا فرَّط في هذه الأيام المهداة
كان ذلك طعنا في عدالة جدِّيته.
عليه ليسلَمَ: أن يسعى في تكثيفِ تحصيله، وسدادِ ديونه  العلمية، أن يقلِّب دفتر المهام،
فيلحقَ الكتابَ بنظيرِه، والمتنَ بشرحِه، ثم يبسطَ سجادة قراءته، ويدنيَ كأسَه المثلوجَ في
قيظ الظهيرة النجدية ليبدأ من بعدُ قفزتَه المرتقبة ..

القفزة .. لها مبدأٌ ومنتهى:
يتفاوت شداة  العلم في رسم مشاريعهم  العلمية (الجزئية/المرحلية)، وأيًّا ما كانت ماهية
تلك المشاريع (حفظ، قراءة، تأليف، ...) فإن الفاضلَ أن يكون مشروعُه الصيفيُّ (قفزةً)
ذاتَ مبدأ ومنتهى، بحيث يكون إنجازُه المرحليُّ مكتملَ الأركان، وليس مجردَ خطواتٍ يواصلُ
بها مسيرَ مشروعٍ سابق، متعثِّرًا كان أو غيرَه .. وخاصَّةُ هذه القفزات أنها تجعل موقع المشروع
من ذهنية طالب  العلم ذا حظوة، لتماسكه بسبب قرب إنجازه واتضاح حدوده، ولا أعونَ
على ضبط المعارف من ربطِ طالبِ  العلم  ألِفَ مشاريعه بيائها، كما أن هذه القفزات - إن
كانت عاقلةً - تجعل من تعهُّدها بعد ذلك ميسورا.
وقد أكرمني الله بمصاحبة أفذاذٍ أكابرَ في همتهم، سادَةٍ في جديتهم، وما حرَّكني لهذه الكتابة
إلا الرغبة في إشعال فتيل الهِمَمِ الصيفيَّةِ بإذاعة قفزاتهم الفاخرة.

-       ابنُ إبراهيم الفرضي:

صَحِبته بعد فرضِيَّته، فوجدته على حداثة سنِّه فرضيًّا بامتياز، يتناول المسائل الفرضية ويحلِّلها
بجهدٍ يجانس الجهد الذي يبذله مَن يعبث بهاتفه حين يقلبه بأصبعيه، أخذت أسائله عن مشروعه
الفرضي فقال لي: (تعلمتُ الفرائض دفعة واحدة، واستغرق ذلك مني شهرين تقريبا، سمعت
فيها "شرح الرحبية" للشيخ د. سعد الخثلان، ولخَّصته - وقد أراني دفاترَه بخطِّه الفاتر
السيِّئ - تلخيصًا، وحفظتُ منظومة "موقظة الوسنان" للشيخ بدر العوَّاد - وهي منظومة
راقصة فائقة -، وقد كنت أتمرَّن على المسائل الفرضية .. لـمَّا تعلمت الفرائض تلك الأيام
تعلمتها بحقّ، وأصبحتُ فَرَضيًّا، وكنت أشرحها لطلاب كلية  الشريعة، كما شرحت موقظة
الوسنان كاملة، وشرحت أبوابًا من الفرائض والمناسخات لبعض مجاميع الطلبة مرارًا، وليس
لي من عتاد إلا ذانك الشهران).

-       ابنُ ناصرٍ الخالدي:

كتب لي تجربته الفاذَّة بيده الشريفة، نصُّها:
(أحسست يومًا بضعف في معرفة تفسير كلام الله، فعزمت على قراءة تفسير كامل لكلام الله،
فاستشرت، ووقع الاختيار على "تفسير ابن جزي الغرناطي"، فذهبت لمدينة رسول الله صلى
الله عليه وسلم في إجازة صيفية، وقرأت  التفسير كاملا قراءةً فاحصةً في عشرة أيام، ثم عدت.
أصدقُك القول: تغيرت قراءتي لكتاب الله بعد هذه التجربة، بل أصبحت أتتبع كل ما يُكتَب حول
علم  التفسير، وكان أثرُ هذه التجربة ملحوظا لكل من جالسني من أصحابي بعد البرنامج،
والحمد لله رب العالمين).

-       ابنُ عبدالعزيز التيميّ:

لا أخفي عجبي يوم ناولني (الفلاش ميموري) لأنسخَ له ملفًّا.. لما فتحته - وقد كان واقفاً
أمامي - طلب مني نسخ الملف في مجلدٍ عنونه بـ (الجامع)،  دخلت المجلد فبهرتني عناوينه
المعرفية الموزَّعة على...

.
.
.

ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق