alexa

الأحد، 21 أغسطس 2016

كلمات في وسطية الفرد والأمة الدكتور غنية عبدالرحمن النحلاوي

كلمات في وسطية الفرد والأمة

الدكتور:
غنية عبدالرحمن النحلاوي



(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)



وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا



خلق الله تعالى الإنسان وفطره على التوسط في كل شأن، وبما أن الإسلام دين الفطرة السليمة
وهو الدين الوحيد الذي يغطي بتشريعاته كليات وجزئيات حياة الإنسان، فالمسلم الحقّ هو
أبعد ما يكون عن التطرف في دينه وفي نظام حياته ، قال الله تعالى:{كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}
البقرة 143، وقال تعالى{يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} البقرة 185،
والوسط
بالمعنى اللغوي والمعنى القرآني: الخيار والأجود والأعدل، وكذلك من معانيه الاعتدال والتوسط
في الأمور والأحوال دون إفراط ولا تفريط؛ قال الشيخ السعدي الموفّق للجمع بين  التفسير
والتدبر"أمة وسطاً أي عدلاً خياراً، وماعدا الوسط فأطراف داخلة تحت الخطر" (1)، وعليه
فالنقيض الحدّي للوسط: هو الأسوأ، و الظلم ،والتطرف ويسبقها مراحل متدرجة بالبعد عن
الوسط؛ وهذه كلمات تفاعلية في الوسطية للقارئ العادي (*) من خلال التفكر والتدبر في
القرآن الكريم والسنة النبوية ، لنحافظ على وسطية الأمة وخيريتها ..
الوسطية
.. لماذا؟!:
إن نتائج التطرف السيئة هي التي تجعلك تبحث عن أسباب غياب الوسطية وكيفية استعادتها
حسب درجة بعدك عن المنابع الصافية وقربك من أدعياء تجفيفها كمراقب حيادي أو إنسان
مستهدف! وبينما نغترف لاستعادتها من تلك المنابع مباشرة ، فإن الناس بين الوسطية والتطرف
ثلاثة
: إما مسوّق لبضاعته المزجاة فكريا والمنحرفة عمليا ليستميل ويستقطب بعد أن يُضِلّ
ويصدّ ! وهذا ليس مجال بحثنا؛ أو فيه تطرف يؤدي لتطرفٍ مغايرٍ ربما ،فهو طاردٌ بالنبذ
الفكري أو العاطفي وغالباً دون قصد؛ والثالث هو المستهدَف بأفكار وممارسات هؤلاء وأولئك:
تجذبه لها بلطف أو تدفعه بعنف لتقصيه عن الوسطية، وكل منا قد يكونه؛ وليس شرطا لإدراك
العلاقة بين الحق والوسطية أن تكون عالماً متعمقا ولكن من المعلوم أننا إذ نتبع الحق نتوسط،
ويعين أحدنا على التبصّر أمور منها:
- حيثما كنت يفيدك تقوية  الإيمان بالله تعالى والعيش مع آياته وسير الأنبياء و الصحابة،
وإذا لوحِقْتَ بأفكارٍ غريبةٍ وجدت أنك تقهرُ نفسك لتقبّلها عملياً ، أو ممارساتٍ محيّرة قد
تخلط الحرام بالحلال، لا تستنكف عن البحث وسؤال الأعلم والأخبر ..والأتقى ؛ ومع  الوقت
ستنمو لديك مقدرة على الإحاطة.. والتمييز.. والنخل، وستملك حاسة تُـنفّرك من شذوذ البعد
عن التوسط السليم العدل (وهو وعاء الصراط المستقيم).
- وستجد أنه بالنسبة لأي إنسانٍ عادي :البديهي هو الوسط والميل للتوسّط ،وأن التطرف
يتكلفه المرء تكلّفا.. وهو ما يبرز عند "المسلم العادي" ولأجله تنفتح  القلوب للإسلام،
ذلك أنه وبنفس الأهمية: كما أنزل ربنا علينا تشريعه يهدينا إلى صراطه المستقيم  فقد جعلنا
تعالى وفقه أمة وسطا وأمرنا بالوسطية، قال سبحانه: {فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ  وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ  وَلَا
تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ  وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ  وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ  اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا
وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ  اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
}الشورى15؛ وبتدبر...

.
.
.

ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق