alexa

الأربعاء، 10 يناير 2018

فلسفة النور فضيلة الشيخ الدكتور عايض بن سعد الدوسري

فلسفة النور

فضيلة الشيخ الدكتور:
عايض بن سعد الدوسري





(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
فلسفة النور


وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا



سؤال طالما طَرحتُه على نفسي كثيرًا.. لماذا يجب أن نكون سعداء في أوقاتٍ يُفترض أن
نحزن فيها؟

 إنها النتيجة الحتمية والطبيعية لإرادة الخير، هذا شيء مؤكد ولا مجال لأن تشكي فيه،
إذ كيف نستطيع أن نُفرح تلك القلوب -التي ترفرف من حولنا- بعطائنا الخيّر ونحن تُعساء
بائسون يائسون من الحياة؟!

صدقيني، كي نصنع في نفوسهم الفرح يجب أن نصنعه في أنفسنا أولاً، فرحاً كبيراً حقيقياً
ينبع من قلبك الدافئ. والفرح؟ صدقيني-  لا يُتصنع، ولا يمكن أن ينجح الحزين اليائس في
التمثيل بأنه فرح وسعيد. ذاك مجرد قناع مبتسم سرعان ما يسقط ويتكشف خلفه الوجه الحزين،
وستظهر حينها كل تجاعيد الأحزان المتراكمة عبر سنين اليأس، ولن تستطيع أقناعة العالم
كلها أن تخفيها.

أفهم  بشكل واضح مدى حُزنك العميق، ولذا قلتُ: يجب أن نكون سعيدين كي نصنع في نفوسهم
الفرح. ولكي نكون سعداء يجب أن تُحسي بأمن حقيقي ينبع من أعماق نفسك، ولا يكون
ذلك إلا بإيمان.. نعم، أن تؤمني بنفسك، تثقي بذاتك، ولا تسمحي للضعف أن يتسلل إلى قلبك،
إياك أن ترتاحي أو تطمئني للوهن. وإن ضعفتِ عن منعه من التسلل إلى قلبك فلا بد من
إيمان يقاومه ويصارعه إذا تسلل، ثم يطرده.

والنفسُ؟ كما جربتها- لا يمكن أن تؤمن بنفسها من نفسها، بل يكون إيمانها عميقًا بذاتها
عندما يكون لتلك الثقة مصدر، وهو أصلُ تلك الثقة، إنها الثقة بالله، ثقة مطلقة من أعماق
القلب أنه معك وبجانبك يحرسك وتستأنس به من وحشة هذا العالم. عندها ستكونين واثقة
من نفسك ومستغنية عن كل العالم وحاجياته، لأن الحاجة للناس ضعف، وهي مصدر أحزان
الناس، لكن الحاجة لله ؟وهي ضرورية- قوة،  وهي مصدر سعادة الأولياء والصالحين.

كوني مطمئنة كثيراً، لأن من الأشياء الجميلة فينا أننا بطبيعتنا ضعفاء، وهذا هو الأصل،
وإذا كنا أقوياء فنحن إذن مميزون، ونحن؟ كما ترين- نتردد في هذه الحياة بين أمرين: ضعفنا
الطبيعي، وبين تميزنا الذي يجعلنا منارات في طريق السائرين الذين يستريحون في أكناف
النور الذي تُشعه قلوبنا المليئة بالفرح.

إنهم ينشدون أملاً أو قبس ضياءٍ منبثق من مواكب أنوار المميزين،  والأمر ...

.
.
.

ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق