المحيط الاجتماعي.. وإعادة تكوين الفكر والأخلاق
فضيلة الشيخ:
عايض بن سعد الدوسري
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
ما يزيد على ألف سنة، تم اختطاف عالم عربي على يد محاربي الشمال المتوحشين (الفايكنغ)
حيث أخذوه معهم كرقيق إلى بلادهم البعيدة، وعاش معهم فترة ليست بالقصيرة. رحلة بدأت
بالخوف والشك، ثم تحولت إلى احترام متبادل، حيث عاش بينهم يأكل مما يأكلون ويشرب
مما يشربون، وينام مثلهم ويحارب كأنه واحد منهم، وكان هو المثقف والعالم الوحيد بين
مجتمع وحشي خرافي، ولأنه كان الوحيد الذي يستطيع أن يقرأ ويكتب؛ فقد سجل كل لحظة
عاشها معهم وكتبها بدقة متناهية وبأمانة تامة.
ذلك هو السفير المسلم أحمد بن فضلان الذي أرسله الخليفة العباسي (المقتدر) سنة 921م
إلى بلاد البلغار للدعوة إلى الإسلام وتعليم أهل تلك البلاد أمور الدين، لكنه لم يستطع أن
يكمل طريقه لأن عصابة من الاسكندينافيين اعترضوه وأسروه، ثم حملوه معهم إلى بلادهم.
قصة أحمد بن فضلان طويلة وشيقة ومخيفة وخاصة مع (أكلة لحوم البشر)، لكن ما يهم
هو ما له صلة بأصل الموضوع وهو: "دور الوسط الاجتماعي" في تكون رؤى جديدة وأخلاق
مُولدة، ينفعل فيها الإنسان مع وسطه الجديد رغماً عنه، انفعالاً إيجابيًا أو سلبيًا.
لقد عاش أحمد بن فضلان فترة ليست بالهينة مع هؤلاء الوثنيين و الهمجيين، وهو العالم
والمثقف المسلم، فهل كان لهذا الوسط البدائي والمتخلف أي تأثير عليه؟
لقد سجل الرحالة العربي "ابن فضلان" في مذكراته المهمة؛ ملاحظاته وأحاسيسه بكل دقة،
ووصف لحظات فرحه، أوقات جزعه وخوفه وحزنه، ووصف الحياة الاجتماعية التي عاشها
وعاينها وخبرها، وبحكم أنه فردٌ عاش في...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق