الرؤية القرآنية للعالم ومفهوم الحياة الطيبة
فضيلة الشيخ:
محمد بن جماعة
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
يندر أن تجد أحدا منا، نحن المسلمين، لا يعاني من اضطراب في العلاقات سواء في الأسرة
أو في دائرة الأصدقاء أو في العمل.. ويندر أن يعيش أحدنا بدون خلافات ونزاعات وخصومات
يصل بعضها لدرجات مدمّرة نفسيا واجتماعيا..
وفي المقابل، يقول الله عز وجل في سورة النحل (آية 97): “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ
أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”. فلماذا
نعاني في حياتنا اليومية من كثرة المشاكل والخلافات والقلق، رغم إيماننا وعملنا الصالح؟
وهل نحتاج لإعادة نظر وإعادة ترتيب في رؤيتنا للحياة لتحقيق معنى “الحياة الطيبة” المشار
إليه؟
سورة النحل، قرأتها سابقا عشرات المرات.. إلا أنني شعرت في الأيام الفارطة كأنني أقرأها
للمرة الأولى.. وجدت أن السورة ملخص كامل للقرآن الكريم.. وقارنت محتواها بما قرأته
سابقا عن مفهوم “رؤية العالم” الذي يعتمده الفلاسفة وعلماء الاجتماع والسياسة منذ أواخر
القرن التاسع عشر.. وقارنت محتواها بخلاصة علم النفس الفردي، فوجدت أن توجيهات
السورة تلتقي كثيرا مع ما تدعو له هذه المعارف الجديدة..
هذا الأمر ينبّه إلى الحاجة لتجديد فهمنا للقرآن وتنويع زوايا النظر على ضوء المعارف الجديدة:
1. فتطور المعارف حول الطبيعة والنفس البشرية، واكتساب معرفة إضافية، يدعونا لمراجعة
بعض القضايا بما يتفق وهذا الجديد من العلم. والقضايا الدينية عموما لا تخرج عن هذه
القاعدة. فنحن بحاجة أحيانا لإعادة قراءة القرآن من زوايا جديدة اعتمادا على تطور معارفنا.
2. أضف لذلك، أن مهمتنا كأجيال أتت بعد الجيل الأول للإسلام لا يمكن قصرها على مجرد
جمع أقوال الجيل الأول وحفظها وشرحها وشرح الشروح عليها.. وإنما نحن مكلفون أيضًا
بخدمة (الحق والدعوة إلى الله) بالمعارف الجديدة التي نكتسبها، خصوصا وأن الكفر والإلحاد
والتشكيك في حقائق الدين أمر قائم ودائم، ويجدد وسائله ومقولاته ويبتكر أدوات معرفية
جديدة، يتحدى بها الإيمان، وهذا يفرض علينا التعامل معه وفق المستجدات والمتغيرات،
وتحديه بأدوات معرفية جديدة..
1. ما المقصود برؤية العالم؟
هو اصطلاح يستعمل لعرض وجهة نظر شمولية لفرد مّا أو لمفكر أو جماعة، حول الكون
والعالم والحياة، وحول المشكلات والقضايا التي تتعرض لها الإنسانية في واقعها.. ويعرّفها
الفلاسفة...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق