رفع الصوت بالذكر بعد الفراغ من الصلاة
فضيلة الشيخ:
إحسان بن محمد العتيبي
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
استدل من قال برفع الصوت بعد الصلاة بحديث ابن عباس، فما هو وما معناه؟؟
1. أما الحديث: فهو:
عن ابن جريج قال أخبرني عمرو أن أبا معبد مولى ابن عباس أخبره أن ابن عباس -رضي
الله عنهما- أخبره أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد
النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال ابن عباس كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته .رواه
البخاري (805) ومسلم (583).
وفي رواية:
عن ابن عباس قال: كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتكبير.
رواه البخاري (806) ومسلم (583).
2. أخذ بعض الأئمة بظاهر الحديث، فقالوا: يستحب رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة، ومنهم
ابن حزم، فقال: ورفع الصوت بالتكبير إثر كل صلاة حسن. "المحلى" (4 / 260).
ومنهم الطبري، فقال:
فيه الإبانه عن صحة ما كان يفعله الأمراء من التكبير عقب الصلاة. بواسطة: "فتح الباري"
(2 / 325).
3. وخالف جمهور أهل العلم في هذا، وقول الجمهور هو الصواب، وقد ردوا على أولئك
الأئمة الذين قالوا بجواز أو استحباب الجهر بالذكر.
قال ابن حجر في تعقب الطبري:
وتعقبه ابن بطال بأنه لم يقف على ذلك عن أحد من السلف إلا ما حكاه ابن حبيب في "الواضحة"
أنهم كانوا يستحبون التكبير في العساكر عقب الصبح والعشاء تكبيراً عالياً ثلاثاً قال: وهو
قديم من شأن الناس.
قال ابن بطال: وفي "العتبية" عن مالك: أن ذلك محدث." فتح الباري" (2 / 325).
قلت: وفي موضع آخر نقل الأئمة عن الطبري كراهة رفع الصوت في الذكر والدعاء.
فعند حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: "كنا مع رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا فقال النبي -صلى الله عليه
وسلم- يا أيها الناس اربَعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم إنه سميع
قريب تبارك اسمه وتعالى جده". رواه البخاري (2830) ومسلم (2704).
قال الحافظ ابن حجر:
قال الطبري فيه كراهية رفع الصوت بالدعاء والذكر وبه قال عامة السلف من الصحابة والتابعين
انتهى. "فتح الباري " (6 / 135).
4. وأما الاستحباب فلا يثبت، لأن فعله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن دائماً، بل ثبت أنه
لم يكن يجلس -صلى الله عليه وسلم- إلا قليلاً كما سيأتي.
وعليه: فالظاهر أن هذا كان من أجل...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا: