أثر تطبيق الحدود الشرعية في حفظ الأمن
لفضيلة الشيخ:
محمد بن إبراهيم السبر
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
فقد جاءت شريعة الإسلام بالحفاظ على الأمن وتوطيده فالأمن مطلب شرعي جاء التأكيد
عليه في الكتاب العزيز والسنة المطهرة ، ففي القرآن دعاء إبراهيم -عليه السلام- :
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} إبراهيم:35
وامْتَنَّ على أهل الحرم بالأمن كما في قول الله تعالى:
{أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} القصص: 57
وقال صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»
أخرجه الترمذي وابن ماجه، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (2317).
فهي نعمة عظيمة وجليلة يجب رعايتها. وقد جاءت الشرائع السماوية بالحفاظ على الضرورات
الخمس: وهي الدين والعقل و النفس والعرض والمال، ومما يحفظها إقامة العقوبات الشرعية
من الحدود والتعزيرات في حق الجناة والبغاة.
وإن من وظائف الدولة الإسلامية ومهماتها وواجبات الولاة ومسؤولياتهم إقامة حدود الله
وحفظ الأمن: قال ابن تيمية رحمه الله: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يتم إلا بالعقوبات
الشرعية فإن الله ينزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن ، وإقامة الحدود واجبة على ولاة الأمر،
وذلك يحصل بالعقوبة على ترك الواجبات وفعل المحرمات). الحسبة: 45.
وإذا أقيمت الحدود والتعزيرات فإن لذلك أثره الإيجابي على المجتمع فيَسْتَتِبُّ الأمن،
ويأمن الناس على دينهم، وأنفسهم، وعقولهم، وأعراضهم، وعلى أمو الهم..
ومن أعظم آثار تطبيق الحدود الشرعية: انتظام أحوال المسلمين على الشرع وصلاحهم
واستقامتهم، ولا شك أن المسلم يجب عليه أن يكون رقيباً على ذاته، وأن يسعى إلى تطبيق
الأحكام الشرعية، فإذا التزم الناس بذلك فإنك تجد في المجتمع المسلم الْعِفَّةَ في الأقوال،
والأمانة في المعاملة، وإقامة فرائض الدين، واحترام الحقوق، واستنكار الفاحشة، والامتناع
عن الجريمة، قال عثمان -رضي الله عنه-: "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"،
فالإنسان إذا ضعفت نفسه فانحرف عن جادة الصواب واعوج عن الصراط المستقيم،
فتأتي الولاية السلطانية لِتُقَوِّمَه ..
.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق