رفعة الأمة في حزم وعزم ولاتها
لفضيلة الشيخ:
عادل بن سالم الكلباني
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
للاطلاع على قسم المقالات
الحَزمُ وَالعَزمُ كانا مِن صَنيعَتِهِ ما كُلّ آلائِهِ يا قَومُ أُحْصِيها
بهذا مدح الشاعر الجاهلي أخاه وملكَه، وانتقى من صفاته تلك الصفتين اللتين بهما ثبَت
ملكه وساد قومه، وليس معيبًا أن نذكرَ شيئًا من جاهليةٍ فليس كل أمر الجاهلية مذمومًا وليس
كل أمر الجاهلية ممدوحًا،
وقد قال نبينا صلى الله عليه وآله وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فكثير من أخلاق
العرب ما بعد الإسلام جاءت امتدادًا لأخلاقٍ موروثة وصفاتٍ مغروزة في النفوس تأبى الطباع
السليمة التخلي عنها؛ لأن بها قوام الحياة وإبراز المعالي، ومن تلك الصفات ما أبرزناه في عنوان
مقالنا هذا، ولكننا لا نريد أن نضرب بالقلم في عمق الجاهلية لنستخرج تلك القصص والبطولاتالتي كانت تفاخر بها العرب ويترنم بها الشعراء، وإنما نريد أن نسلط الضوء قليلاً على ما وقع
في الإسلام
من هذا ابتداء من حبيبنا صلى الله عليه وآله وسلم الذي خُلق مبرأً من كل عيبٍ خَلقي وخُلُقي
فلم يكن حزمه صلى الله عليه وآله وسلم كحزم الجاهليين، الذين كان أحدهم يخلط حزمه
بالغطرسة و الظلم واستصغار الآخرين واحتقار آرائهم والاستكبار بفروسيته وقوته وشجاعته
في تثبيت ملكه وإقامة دولته، ولكنه صلى الله عليه وسلم أتى بتلك الصفة على كمالها ممتثلاً
للأمر الرباني في الاستفادة من أفكار الآخرين ومشاركتهم في صنع القرار وإشعارهم بالمسؤولية
في إقامة العدل والاشتراك في بناء الحياة (وشاورهم في الأمر) تلك المشاورة تستخلص
من العقول لقاحها لتمتزج آراء العقلاء في رأي واحد به صلاح الراعي والرعية، ولا تخلو
الأمة من عقلاء يُحْكِمون الرأي ويحسنون المشورة غير أن الفشل ملازم لمن تجاهل مشورتهم
واستصغر رأيهم، وكم وقعت الأمة في نكبات وألمّت بها من ملمات ولا يعني ذلك أنه لا عقلاء فيهاولكن ذلك يعني أنه لم يعبأ بنصحهم وإرشادهم، وكم من بلاء
نزل بنا يعقبه تندم المعرضين عن نصح الناصحين وكأن قول القائل:
أمرتهمُ أمري بِمنعرَج اللِوى...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق