alexa

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

تأملات تربوية في سورة هود الدكتور عثمان قدري مكانسي

تأملات تربوية في سورة هود

الدكتور:
عثمان قدري مكانسي




(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)



وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا



سُورَة هُود: مَكِّيَّة إِلَّا الْآيَات 114 - 17 - 12 فَمَدَنِيَّة، وَآيَاتهَا: 123 نَزَلَتْ بَعْد يُونُس
مَكِّيَّة
فِي قَوْل الْحَسَن وَعِكْرِمَة وَعَطَاء وَجَابِر، وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة: إلا الآية الرابعة عشرة،
وَهِيَ قَوْله -تعالى-: (وَأَقِمْ الصلاة طَرَفَيْ النَّهَار)، وَرَوَى التِّرْمِذِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس –رضي
الله عنه- قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر -رضي الله عنه-: يَا رَسُول اللَّه قَدْ شِبْت، قَالَ: ((شَيَّبَتْنِي هُود،
وَالْوَاقِعَة، وَالْمُرْسلاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْس كُوِّرَتْ))، وفي حديث آخر رواه سفيان
بن وكيع: قَالُوا يَا رَسُول اللَّه نَرَاك قَدْ شِبْت! قَالَ: ((شَيَّبَتْنِي هُود وَأَخَوَاتهَا)).
فَالْفَزَع يُورِث الشَّيْب، وَذَلِكَ أَنَّ الْفَزَع يُذْهِل النَّفْس فَيُنَشِّف رُطُوبَة الْجَسَد، وَتَحْت كُلّ شَعْرَة
مَنْبَع، وَمِنْهُ يَعْرَق، فَإِذَا اِنْتَشَفَ الْفَزَع رُطُوبَته يَبِسَتْ الْمَنَابِع، فَيَبِسَ الشَّعْر وَابْيَضَّ، كَمَا تَرَى
الزَّرْع الأخْضَر بِسِقَائِهِ، فَإِذَا ذَهَبَ سِقَاؤُهُ يَبِسَ فَابْيَضَّ.
وَإِنَّمَا يَبْيَضّ شَعْر الشَّيْخ؛ لِذَهَابِ رُطُوبَته، وَيُبْس جِلْده، فَالنَّفْس تَذْهَل بِوَعِيدِ اللَّه، وَأَهْوَال
مَا جَاءَ بِهِ الْخَبَر عَنْ اللَّه، فَتَذْبُل، وَيُنَشِّف مَاءَهَا ذَلِكَ الْوَعِيدُ وَالْهَوْل الَّذِي جَاءَ بِهِ، فَمِنْهُ تَشِيب.
وَقَالَ اللَّه -تعالى-: (يَوْمًا يَجْعَل الْوِلْدَان شِيبًا)[الْمُزَّمِّل: 17] فَإِنَّمَا شَابُوا مِنْ الْفَزَع، وَأَمَّا
سُورَة: "هُود" وقد شيبت هودٌ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما حل بالأمم من عَاجِل
بَأْس اللَّه -تعالى-، فَأَهْل الْيَقِين إِذَا تَلَوْهَا تَرَاءَى عَلَى قُلُوبهمْ مِنْ مُلْكه وَسُلْطَانه قوة
بطشه بِأَعْدَائِهِ، فَلَوْ مَاتُوا مِنْ الْفَزَع لَحَقَّ لَهُمْ، وَلَكِنَّ اللَّه -تبارك وتعالى- يَلْطُف بِهِمْ، وَأَمَّا
أَخَوَاتهَا فَمَا أَشْبَهَهَا مِنْ السُّوَر، مِثْل: الْحَاقَّة والْمَعَارِج والتَّكْوِير والْقَارِعَة، فَفِي تلاوة هَذِهِ
السُّوَر مَا يَكْشِف لِقُلُوبِ الْعَارِفِينَ سُلْطَانه وَبَطْشه، فَتَذْهَل مِنْهُ النُّفُوس، وَتَشِيب مِنْهُ الرُّءُوس.
وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ الَّذِي شَيَّبَ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ سُورَة "هُود" قَوْله في الآية الثانية
عشرة منها: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْت)، فهو أمر ب الاستقامة والثبات على ذلك، ولا يصبر على  الاستقامة إلا عظماء الرجال.
وانظر معي إلى الأسلوب التربوي الأول في هذه السورة، الذي نجده في الآية الأولى: التعظيم
للقرآن، فهو كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، نزل به الروح الأمين بأمر الله
تعالى على...

.
.
.

ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق