ليلة القدر ميزة وفضل اختُصت بها الأمة الإسلامية
الاستاذ:
عبدالمنعم محمد عيسى الجداوي رحمه الله
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
يتميز التشريع الإسلامي باستخدامه الأسلوب التكليفي الذي يوجه الفطرة إلى السواء، وكذلك
تعدد الفرائض فيه والعبادات التي تستقيم مع الفطرة، فلم يثقلها فتعجز، ولم يترك هذا الأمر
لطبع يختار فيكسل، والإسلام قد أحسن استخدام أسلوبي الترغيب والترهيب لأن النفس
البشرية: إمَّا أن تكون أمارة فترهب وتقهر، وإما أن تكون لوامة فترغب، واستخدام هذا
الأسلوب الوعد والوعيد ينمي في النفس الخير ويقوِّم فيها الاعوجاج، ولذلك قال الله -تعالى-:
ونفس وما سواها (7) فألهمها فجورها وتقواها (8) قد أفلح من زكاها (9) وقد خاب
من دساها (10) (الشمس)
فنلاحظ في الآيات الدلالات التعبيرية التي تحبب إلى النفس الخير فتفعله وتبغض إلى النفس
الشر فتكرهه، وذلك الاستخدام يتمثل في هذه الكلمات (فجورها تقواها قد أفلح زكَّاها قد خاب
دسَّاها).
وهنا تأتي البلاغة التشريعية حيث إنه يترك للعقل خيارات ومقارنات وهكذا في أساليب القرآن
التشريعية، ومن هذه التشريعات التي تزكي النفس "الصيام".
العبادات طريق التزكية: ومن رحمة الله بخلقه أن جعل أمر التشريع إليه، فلم يتركه لبشر
يستحسن أو يقبح، ولأن من مقاصد العبادات أن تهذب السلوك الإنساني مع الله ثم مع الناس،
وتوحد غاياتها ووسائلها حتى تستقيم الحياة، فإن القرآن ولذلك يأمرنا بالصلاة فيعطي هذا
الأمر صورة لفظية تحفز النفس وتحدد لها الصفة، فيقول -سبحانه وتعالى-: حافظوا على
الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين 238(البقرة) فهذه وسيلة لغاية.
وكذلك الصيام: يأتي الأمر التكليفي به بهذا الأسلوب يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام
كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون 183(البقرة).
والإسلام في تكليفه هذا إنما يدفع في النفس روح القبول وفي الأداء الصدق، حيث قال:...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق