الحج المبرور
فضيلة الشيخ الدكتور:
عبدالباري بن عوض الثبيتي
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
فاتقوا الله حقَّ التقوى، وراقبوه في السرّ والنجوى، قال - تعالى -: (يا أَيٌّهَا الَّذِينَ أمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مٌّسلِمُونَ) [آل عمران: 102].
خرجت هذه الجموعُ في موسم الحج تلبيةً لدعوة إبراهيمَ - عليه السلام - منذ آلاف الأعوام
إلى أن يرث الله الأرضَ ومن عليها ملبِّين ضارعين مكبِّرين مهللين.
بنظرةٍ واحدة إلى الجموع المؤمنة و الحجيج الخشَّعِ المتجِّمعين من كل حدبٍ, وصوب تتجلى
حقيقة، حقيقةُ أنَّ هذه الأمةَ مهما بلغَ الكيد لها والمكر بها فإنها أمةٌ خالدة بخلودِ رسالتها
وكتابِها، باقيةٌ ما بقي الليل والنهار.
إن الوافدَ إلى بيتِ الله قد تكفَّل الله بحفظِه وسلامته، قال: ((ثلاث في ضمانِ الله: رجلٌ خرج
إلى مسجد من مساجد الله، ورجل خرج غازياً في سبيل الله، ورجل خرج حاجًّا)) أخرجه
الحميدي في مسنده[1].
أخي الحاج، إنَّ لك في كلِّ خطوةٍ, تخطوها أجراً لا يجلِّيه إلا قولُ المصطفى: ((ما ترفعُ إبلُ
الحاجّ رجلا ولا تضع يداً إلا كتب الله - تعالى -بها حسنة، أو محا عنه سيئة، أو رفعه بها
درجة)) أخرجه البيهقي[2].
وحين تنطقُ بنداءِ التوحد: \"لبيك اللهم لبيك\" فإنَّ الكونَ كلَّه معك يردِّد توحيدَ الخالق
ويسبِّح بحمده، تلبِّي الأحجار ويهتف المدر والأشجار، قال: ((ما من مسلمٍ, يلبِّي إلاّ لبَّى
من عن يمنيه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرضُ من ها هنا وها
هنا)) أخرجه الترمذي[3].
إذا سمع الحاجٌّ حديثَ رسول الله الذي أخرجه البخاري ومسلم: ((الحجٌّ المبرور ليس له
جزاء إلا الجنة)) [4] تشتاق نفسُه لهذا الأجر العظيم والفضل الجزيل، فيتساءل: كيفَ
يحقِّق الحجَّ المبرور؟ قال ابن عمر - رضي الله عنهما - لمجاهد حين قال: ما أكثر الحاج!!
قال: (ما أقلَّهم ولكن قل: ما أكثر الركب)[5].
أخي الحاج، الحجٌّ المبرورُ يتطلَّب إخلاصاً لله، فمن خرج من بيته متطلِّعاً إلى...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق