فتنة قرطبة
فضيلة الشيخ الدكتور:
هشام بن عبدالملك آل الشيخ
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
لما تولى الحَكم بن هشام بن عبدالرحمن الداخل الحُكم مالَ إلى أهل الفسق واقتراف الكبائر
والمنكرات، فتحرك الفقهاء وأرادوا الخروج عليه، فحصلت الفتنة ووقع المحذور، وذاق
الفقهاء من القتل والتعذيب ما ذاقوا، حتى قيل إنه قتل من الفقهاء ما يقارب السبعين رجلًا
وصُلبوا في تلك الفتنة، وشاء الله لبعضهم النجاة فهرب منهم من هرب!
وكان أحد العلماء "المطلوبين" لسيف السلطان الإمام الفقيه طالوت بن عبدالجبار المعافري
تلميذ الإمام مالك رضي الله عنه، وهو من أكابر الفقهاء، وقد هرب من بطش الحَكم بن هشام،
واستخفى عند جارٍ له يهوديّ مدة عامٍ كامل، واليهودي في كل يوم يقوم بخدمته ويكرمه
أشد الكرم، فلما مضى عامل كامل طال على الإمام طالوت الاختفاء، فاستدعى اليهودي وشكره
على إحسانه إليه، وقال له: قد عزمت غدًا على الخروج وسأذهب على الوزير أبي البسام
فقد قرأ عليّ القرآن وعلمته العلم، ولي عليه حق التعليم وحق العشرة وله جاهٌ عند الحَكم
فعسى أن يشفع لي عنده فيؤمّنني ويتركني.
فقال اليهودي: يا مولاي لا تفعل. إني أخاف عليك من بطش الحَكم بك، وجعل اليهودي يحلف
له بكلِّ يمينٍ ويقول له: لو جلست عندي بقية عمرك ما مللت منك.
فأبى طالوت إلا الخروج، فخرج في الخفاء ليلًا حتى أتى دار الوزير فاستأذن عليه، فأذِن
الوزير له، فلما دخل عليه رحّب به وأدنى مجلسه وسأله أين كان في هذه المدة، فقص عليه
قصته مع اليهودي.
ثم قال الإمام طالوت للوزير أبي البسام: اشفع لي عند الحَكم حتى يؤمنني فوعده الوزير
بذلك، ثم خرج الوزير...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق