alexa

الأربعاء، 2 يناير 2019

مقال: عبداللهِ الشهراني.. مسيرةٌ مَرْضيّة لفضيلة الشيخ أنس عسيري

عبداللهِ الشهراني.. مسيرةٌ مَرْضيّة

فضيلة الشيخ:
أنس عسيري




(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
عبداللهِ الشهراني.. مسيرةٌ مَرْضيّة


وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا



لقد قضى الشيخ عبدالله الشهراني رحمه الله نحْبَهُ ولم نقضِ نهمتنا منه، فكان درسًا قاسيًا
في أولوية إدراك الكِبار قبل تجرّع غُصص رحيلهم!، لقد كنا نستقي من فِكرهِ نميرًا مُختلفًا،
فاللهم عوّضنا، وقدِّس روحه في أنهار الجنة.. آمين

لا يُخطئ الناظِر أن الشباب كانوا قيمةً مركزيّة عنده رحمه الله، وقد اقتطع لهم جزءًا كبيرًا
من عمره ؛ إيمانًا بهم وبدورهم وثِقلهم، وفي الوقت ذاته كان كبيرًا في أعينهم وقلوبهم،
ولعلَّ عدم انقطاعه عن تنمية نفسه معرفيًا، مع احترامه البالِغ لعقولهم وشخوصهم كان سببًا
رئيسًا، إضافة إلى ما جمعَ الله لهُ من قوةٍ في عقله وشخصيته وروحه وديانته!

نصحَ لهم، فكان ما يُشير به عليهم هو ما يُشير به على أحد أبنائه من صُلبه، ما رأيتهُ مُطففًا
أبدًا!

كان يتوجّع حين يراهم يهرعون إلى ما فيه حرقٌ لطاقاتهم وأعمارهم، وكان يؤذيه أن يراهم
يقعون في أخطاءٍ سُبقوا بها، كان يتأذى إلى حد البكاء!

قلبهُ، ومالهُ، ووقته، وجاهُهُ كانت للشباب، علاقته بهم كانت مبادئية لا نفعية، الخاسر الأكبر
من موته هم الشباب، لقد كان ركنًا شديدًا يأوون إليه!

تأثيره كان أوسع من شُهرته بمراحل، بل إن الفاصل بينهما جسَّدَ وأكَّدَ أنَّ الشُهرة لا تعني
التأثير، وأن ثمَّة مؤثرين كُثُر يعملون في الظِلّ، لقد كانت جنازته مَهيبة شاهدة على أنَّ جاه
الرجل في السماء لا يُقاس بأرقام الأرض! ولقد طُلب في برنامج يوتيوبيّ قبل وفاته بأشهر،
وألحَّ عليه أحد المهتمين وكان يهدف إلى إظهار الشيخ وتوسيع دائرة النفع بعلمهِ وفِهمهِ،
وقال له: ”إن الأعمار تمضي!”، فأجابه الشيخ بأنَّ: ”الأعمار لا تُقاس بهذه الطريقة!”.

ربانيّتهُ، وخوفه من مقام الله، ومتانة ديانته، كانت سِمة ظاهرة.. قُبيل موسم حجٍ كانت له
محاضرة حول فضائل يوم عرفة، فتحدَّث عن أحوال السابقين في عرفة فأثَّر وتأثَّر، ثم رأيتهُ
بعدها بأيامٍ في المشهد –في عرفة–، فكان ممن يقول ويفعل!، كان وجههُ يومئذ شاحبًا
مُنتقعًا، وكانت له حال من التضرّع والافتقار مُختلفة .

في حجّةِ وداعهِ كان يُردد :

” أذَبتُ خطاياي في زمزم.. ولبيتُ بالقلب قبل الفَمِ

وطفتُ وفي أضلعي حرقةٌ.. تُسَبِّحُ لله عبرَ الدمِ

وقبَّلتُ ما قَبَّلَ المصطفى.. سلامٌ على ذلك المبسمِ! “

تحدَّث يومًا عن (فقه المراجعات والتراجعات)، حتى إذا بلغَ حديثهُ أسباب التراجعات، فكان
أولها: رِقَّةُ الديانة، ثم أسهب وأطنب وأكَّد، حتى لمستُ في كلامه التجربة العريضة حول
مركزّية هذا السبب في كثيرٍ من الزلل الحاصل في صفوف السُراة، ولمستُ انعكاس تدينٍ
متين في قلبه، فما كان ليفيض بتلك المعاني الإيمانية لولا ثباتها في فؤادهِ؛ ففاقد الشيء...

.
.
.

ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق