النوافل طريق العاشقين
فضيلة الشيخ:
محمد إبراهيم زيدان
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
النافلة كلمة بها من الروعة ما بها وتحتوي من المعاني الكثير، ومهما قيل في تفسيرها لغة
فإنها على كل حال تتضمن معنى الزيادة وهي تعني في الشرع الزيادة في العبادة على مقدار
الفريضة، من جنس تلك الفريضة.
وهنا يجدر التنبيه إلى أن بعض الناس يحسبون أن النوافل محصورة في الصلاة والصواب
أن لكل عبادة فروضها ونوافلها فكما أنّ للصلاة نوافلها، فكذلك للزكاة نوافلها، وللصوم نوافله،
وللحج نوافله.
ومن عظمة الإسلام أنه أمر على سبيل الوجوب بالحد الأدنى الذي لا بد منه، وهو مقدار
الفرض من كل عبادة، ثم شجع على النوافل، وترك الباب مفتوحا للاستزادة منها من غير
أن يضع حدا، أو يقدر مقدارا فالباب مفتوح للتسامي، والأجواء طليقة للتحليق فأين الطامحون؟!
فما أشد غفلة الذي يزهد بالنوافل ويقتصر على الفرائض!
إنه يزهد بالخير العميم الذي وعد الله عباده الذين يتقربون إليه بالنوافل وينسى أنه لا يخلو
من تقصير في واجب، أو وقوع في معصية، وأنه بحاجة إلى هذه النوافل التي تجبر نقصه،
قال -تعالى-: (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين).
إن في النوافل من المعاني والدلالات العظيمة ما لا يدركه إلا من فتح الله عين بصيرته، وأزاح
الران عن قلبه. ولكل نافلة من الأنوار والتجليات ما يطمس بقوته نور الشمس! غير أنه
استقر في الأزمان الأخيرة في عقول بعض المسلمين التهاون بالنوافل. فإذا طلبت من أحد
هؤلاء أن يصلي ركعتين بعد فرض الظهر مثلا، قال: إنها سنة!. وإذا قلت له: صم يوم عرفة،
قال: إنه سنة!
ويوحي إليك هذا الجواب وأمثاله أن معنى السنة عند هذا المسلم طلب الترك، وليس طلب
الفعل، وهذا جهل عظيم بالسنة وحقيقتها ووظائفها، وجهل بما في النوافل من أسرار وفوائد.
ومن أهم هذه الأسرار والفوائد:
1- أن النوافل أولا سور منيع، وسياج يحمي الفرائض من تسرب الضعف إليها فمن حافظ
على النوافل كان على الفرائض أكثر محافظة، ومن تهاون بها كانت الخطوة التالية إذا...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا: