المحركات الحقيقيَّة الخَفِيَّة للإلحاد
فضيلة الشيخ الدكتور:
عايض بن سعد الدوسري
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
أي موقفٍ يتخذه الإنسان، ينتقل فيه من توجهٍ لآخر ومن فكرة لنقيضها، فهو يتخذه لسببٍ
أو دافعٍ، واضحٍ أو غامضٍ ومبهمٍ. والإلحاد حينما يتم اختياره، من قبلِ شخصٍ ما، بعد الإيمان
فهو انتقالٌ من الشيءِ إلى نقيضه وضده، لا يكون بلا دافعٍ أو سبب محركٍ ونقلٍ لذلك التحول.
ومن أهم الأمور، التي يجب أن يدركها الأب والأم والمربي والمتصدي لحوار الشباب والفتيات
من الذين طرأت عليهم أفكار الإلحاد أو الشك، هو معرفة المحركات الحقيقيَّة للإلحاد، فمنها
ما هو خَفِيٌّ مُسْتَتِرٌ ومنها ما هو مُصرَّحٌ به ومُعلن. تكون بمثابة الجبل، عشره في الظاهر
وتسعة أعشاره في باطن الأرض.
ويُمكن هنا أن نُعيد محركات الإلحاد الحقيقيَّة إلى ما يلي:
أولاً: المحرك النفسي:
وهو ما سنركز عليه في هذا المقام، وهو محركٌ خفيٌ، لا يُصرح به الملحدُ عادةً، وهو ينبع
من تجارب مؤلمة وقاسية تعرض لها هذا الإنسان في صغره أو في مرحلة مبكرة من حياته،
وأصبحت تلقي بظلالها على بقية حياته، مع توفر محفزات أخرى كفرط الحساسية ونحوها.
وهذا المحرك من المحراكات الخَفيَّة.
وهذا لا يعني أن كل من مرَّ بتجارب شخصيَّة قاسية ومؤلمة سيقوده ذلك للإلحاد، بل قد تقود
البعض من هؤلاء للإيمان، أو قد لا تؤثر بشكلٍ جذريٍ في البعض الآخر، مع ندرة ذلك، إذ
هي مرتبطة –مع شدتها وقساوتها- بهشاشة وحساسية النفس التي وقع عليها ذلك الألم
وتلك القسوة، وضعف الإيمان وعاطفة السخط.
ثانيًا: المحرك العاطفي:
وهو مُحركٌ مرتبطٌ بشكلٍ محوري بمشكلة وجود الشر في العالم والعدالة الإلهيَّة. والفرق
بينه وبين الأول -في الغالب- أن الأول هو تجربة شخصية أخلاقيَّة قاساها الشخص نفسه
في مرحلة مبكرة من حياته في العادة، أما الثاني فهو تجربة غير شخصية في العادة، مرئية
ومسموعة لوجود الشر في العالم.
ويشترك الأول والثاني في أن النفسية متقاربة، وتتصف بالحساسية المفرطة، والعاطفة
الجياشة المفعمة بقدرةٍ قائلةٍ على رؤية الآلام وتحسس المآسي وتذوق الأحزان، والقابلية
السريعة على اجتذاب الشكوك الخاصة بقضية العدالة الإلهيَّة. فنظرتهم لمآسي العالم المنظور
لديها القدرة على تشكيكهم في إيمانهم وزعزعة يقينهم.
وهذه المحرك الثاني في العادة هو من المحركات الخفيَّة التي لا يُصرح بها الملحد أو المتشكك...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق