عجوة المدينة.. أم التمر
فضيلة الشيخ الدكتور:
فهد بن مبارك الوهبي
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
قد خصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مدينتَه طيبةَ بخصائص عظيمة، صحَّتْ بها الأخبار، فهي
حَرَمٌ، مباركةٌ، طيِّبةٌ، مُحَصَّنةٌ، كان إذا قدم إليها من سَفَرٍ فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته
أي أسرع السير بها من حبها.
ومن تلك الفضائل التي اختصها بها ما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم
قوله: ((مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضرَّهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سُمٌّ وَلا سِحْرٌ))،
وفي صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن في عجوة العالية شفاء، أو إنها ترياق
أول البُكرة)) أي: في الصباح.
والعجوة تمر مشتهرٌ معروفٌ متواترٌ عند أهل المدينة لا يخفى، قال مؤرخ المدينة السمهودي
المتوفى سنة (911هـ) في وفاء الوفاء (1 / 62): "ولم تزل العجوة معروفة بالمدينة
يأثرها الخلفُ عن السلف، يَعْلَمُها كبيرُهم وصغيرُهم علماً لا يقبلُ التشكيك".
فهي إذن متواترةٌ عند أهل المدينة ينقلها الجيلُ عن الجيل، يعلمها الكبار والصغار، لا تقبل
التشكيك، كما قال السمهودي رحمه الله قبل خمسمائة عام!.
كيف لا يكون ذلك وقد ثبت فيها هذه الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، وأهل المدينة أهل
زرعٍ، يحفظون أدقَ من ذلك، ولا تزال أسماء مزارع الصحابة القديمة ومواضعها محفوظة
حتى اليوم، فضلاً عن ما ورد فيه حديثٌ نبوي صحيح سواءً كان مسجداً أو جبلاً أو وادياً
أو بئراً أو بستاناً أو تمراً أو غير ذلك.
والتواتر دليلٌ قوي لا ينكره أحد، وهو مفيد للعلم اليقيني كما قرره علماء الحديث وعلماء
أصول الفقه.
قال ابن حجر في النزهة (41): "وهذا هو المعتمد أن خبر المتواتر يفيد العلم الضروري،
وهو: الذي يضطر الإنسان إليه بحيث لا يمكنه دفعه". والحديث هنا عامٌّ في كلِّ خبر، وليس
في خصوص الحديث النبوي.
وقال ابن قدامة في الروضة (1/347): "فالمتواتر يفيد العلمَ، ويجب تصديقه، وإن لم
يدل عليه دليل آخر، وليس في الأخبار ما يعلم صدقه بمجرده إلا المتواتر".
وقد كان حديث الإمام السمهودي السابق في بيان تواتر معرفة العجوة رداً على...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق