حين تكون الزوجة معلمة والزوج تلميذًا
الأستاذ الدكتور:
محمد رشيد العويد
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
كانت تحكي لي معاناتها من زوجها الذي يهرب منها ولايصبر على حديثها، وينفر من الجلوس
معها، حتى إنه يترك لها حرية الخروج من البيت متى شاءت، بل إنها تشعر أنه يكون سعيداً
حين تتركه وحده، بينما تظهر أمارات القلق عليه حين تعود إلى بيتها.
سألتُها:
ذكرتِ أنه لايصبر على حديثك، فهل يكثُر في حديثك نقده وتصحيح أخطائه؟
قالت: أنا أنصحه، وأوجِّهه، وأعِظُه، وهذا كله لمصلحته.
قلت: أنت تُسمِّينه نُصحاً وتوجيهاً ووعظاً، وهو يراه نقداً ولوماً وتعليماً.
قالت: أنا أريد له الخير.
قلت: النية وحدها لاتكفي لجعل زوجك يتقبل أن تكوني له مُعلِّمة ويكون بين يديك تلميذاً مُتعلِّماً.
قالت: لماذا تراه بهذه الصورة : معلمة وتلميذ؟ نحن زوجان متعاونان وينبغي أن يتقبَّل كُلّ
منّا نصح الآخر !
قلت: هل تقبلين منه أن ينصحك ويوجهك؟
قالت: ماأحسب أني أحتاج إلى توجيه ونصح، فأنا أقوم بواجباتي كاملة ولاأُقصِّر في شيء!
قلت: هكذا تعتقدين!
قالت وقد انفعلتْ: هل ترى اعتقادي خاطئاً؟!
قلتُ محاولاً تخفيف انفعالها: أُقَدِّر كل ماتقومين به، ولاأُقلِّل ممّا تبذلينه من جُهد وعمل لتكون
أسرتكِ مثالية.
قالت: إذن فأنا لاأحتاج إلى نُصحه وتوجيهه! بمَ ينصحني وأنا لاأُقَصِّر في شيء؟
قلتُ: لعلّ أول ماينصحك به، بل ويرجوك من أجله: أن تُخفِّفي من نصحك له، وأن تُقدِّري
مايقوم به، وألّا تخاطبيه وكأنه طفل من أطفالك يحتاج تربيةً وتعليماً وتوجيهاً.
صمتت .. لم تُعلِّق على كلامي .. قرأتُ في وجهها إدراكها خطأ أسلوبها في مُعاملة زوجها.
بعد لحظات صمت قصير قالت: كان هذا غائباً عني. صدّقني أني لم أفطن إليه، لكني الآن
أوافقك عليه. نعم، هذا ماكان يجعله يهرب مني ولايرتاح إلى كلامي.
قلت: بارك الله فيكِ، وإدراكك ذلك سيُعينُكِ الله به على جعل ...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق