البر ثمرة التربية
فضيلة الشيخ:
فايز سعيد الزهراني
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
قال ابن النجار: «قرأتُ بخط مَعْمَر بن الفاخر في معجمه: أخبرني أبو القاسم الحافظ إملاءً
بمنى، وكان من أحفظ من رأيت، وكان شيخنا إسماعيل بن محمد الإمام يفضله على جميع
من لقيناهم، قدِم أصبهان ونزل في داري، وما رأيت شاباً أحفظ ولا أوْرَع ولا أتقن منه، وكان
فقيهاً أديباً سَنياً، سألته عن تأخره عن الرحلة إلى أصبهان؟ قال: استأذنْتُ أمي في الرحلة
إليها، فما أذنت»[1].
والحافظ أبو القاسم هو ابن عساكر صاحب التاريخ المشهور، كان ظاهرة علمية في القرن
السادس الهجري، إذ بدأ سماع الحديث سنة 505هـ، وعمره ست سنوات، قال ابن خلكان
رحمه الله تعالى: «غلب عليه الحديث فاشتهر به، وبالغ في طلبه إلى أن جمع منه ما لم
يتفق لغيره، ورحل وطوف وجاب البلاد ولقي المشايخ»[2]. وقال ابن كثير رحمه الله تعالى:
«فخر الشافعية، وإمام أهل الحديث في زمانه، وحامل لوائهم صاحب تاريخ دمشق، وغير
ذلك من المصنفات المفيدة المشهورة». وقال: «سمع بنفسه بدمشق من جماعة، ثم رحل
إلى بغداد سنة عشرين، وحج منها سنة إحدى وعشرين، وسمع بمكة، وعاد إليها فأقام بها
خمس سنين يشتغل ويحصل ويسمع ويتفقه بالنظامية ويعلق مسائل الخلاف على أبي سعد
إسماعيل بن أبي صالح المؤذن، ثم رجع بعلم جم، وسماعات كثيرة، ثم عاد إلى الرحلة في
سنة تسع وعشرين إلى خراسان وأصبهان وغيرهما من البلدان، وبقي نحو أربع سنين،
ورجع بكتب عظيمة ومسندات وسنن وأجزاء كثيرة، وبعد تلك السنين رجع وقد سمع من
مشايخ كبار وصغار نحواً من ألف وثلاثمئة شيخ وثمانين امرأة ونيف»[3]. وكان له فضل
في جلب كتب الإسلام المشهورة إلى الشام، كمسند الإمام أحمد ومسند أبي يعلى الموصلي
رحمهما الله تعالى[4].
كانت الرحلة في طلب الحديث ركيزة من ركائز الطلب، والمتخلف عنها يقل حظه من العلم
بقدر تخلفه عنها، وأنت تلحظ انقطاعاً بين رحلة ابن عساكر إلى بغداد ورحلته إلى أصبهان.
هذا الانقطاع كان بسبب عدم إذن أمه...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق