خاطرات في طريق التفقه
فضيلة الشيخ:
مشاري بن سعد الشثري
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
فالحديث عن الفقه وطرائق التفقه متشعبٌ كثيرُ المسالك، وقد تنازعت في تقرير ذلك طوائف
شتى، فمن طارقٍ بابَ التقيد بمذهب إمامٍ حتى إذا ولج دارَه نذر على نفسه ألا يخرج، ومن
هاجرٍ محجَّةَ الفقهاء طالبًا للدليل خارجَ أنديتهم، وبين هاتين الطائفتين طرائقُ، وسأسعى
في هذه الكتابة لأقتربَ من نظرةٍ سواءٍ حول هذه القضية.
(1)
إنَّ مطالعةَ هذا التراث الفقهي الضخم وتأمُّلَ مدى تماسكه واكتمالِ أركانه = لَيملي للناظر
كيف أن الله تعالى حفظ هذا الدين بأولئك الفقهاء الذي دوَّنوا ذلك التراث، فمذ أصَّل الفقهاء
الأوائل أصولَ الاستنباط والعلماءُ يستنطقون نصوص الوحيين لإبراز مقاصدها واستخراج
أحكامها، وقد نهض بهذا الفقه كثير من الأئمة، غير أنَّ الظهور كان لأربعة منهم، أبي حنيفة
ومالك والشافعي وأحمد، (ووقف التقليد في الأمصار عند هؤلاء الأربعة و دَرَسَ المقلدون
لمن سواهم)(1)، وطفق أصحاب كل مذهب يعتنون بمذهب إمامهم تأصيلًا وتفريعًا واستدلالًا،
ما سبب ثراء فقهيا يشهد بعلوِّه القاصي والداني، وليس ذلكم بمقدور كل أحد، ولكنه للخلَّص
من فقهاء المذاهب، وهم وإن لم يبلغ كثيرٌ منهم مرتبة الاجتهاد التي نالها أئمتهم لكن ذلك
لم يحجزهم عن توليد المسائل وإلحاق المسائل بفقه إمامهم، ويقرِّب ذلك أن (الفقيهَ المستقلَّ
بمذهب إمام أقدرُ على الإلحاق بأصول...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق