التعدي على المخطوطات
فضيلة الشيخ الدكتور:
ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
هُنَاكَ مُظَاهَرَةٌ غَيْرُ سَوِيَّةٍ في التَّعَدِّي على كُتُبِ عُلَمَاءِ الإسْلامِ مِنْ خِلالِ تَحْقِيْقِ مَخْطُوْطَاتِ
كُتُبِهِم، وهُوَ مَا كَسِبَتْهُ أيْدِي بَعْضِ أدْعِيَاءِ التَحْقِيْقِ، ممَّنْ تَسَنَّمُوا أدْوَارَ التَّحْقِيْقِ في زَمَنٍ
كَسَدَ فِيْهِ العِلْمُ إلَّا عِنْدَ غُبَّارَاتٍ مِنْ أهْلِ العِلْمِ الرَّبَّانِيِّيْنَ!
وذَلِكَ حِيْنَما يَقُوْمُ بَعْضُ المُحَقِّقِيْنَ هَدَاهُم اللهُ بالتَّعَدِّي على مَخْطُوْطَاتِ أهْلِ العِلْمِ بشَيءٍ مِنَ
التَّحْرِيْفِ والتَّصْحِيْفِ والزِّيَادَةِ والنُّقْصَانِ ممَّا لا يَجُوْزُ فِعْلُهُ ولا إقْرَارُهُ، فَكَانَ مِنْ تِلْكُمُ العَوَادِي
المُخْجِلَةِ، مَا يَلي باخْتِصَارٍ :
1ـ مِنْهُم مَنْ يُغَيِّرُ عِنْوَانَ الكِتَابِ بغَيْرِ حَقٍّ ولا أمَانَةٍ، بدَعْوَى المُتَاجَرَةِ أو المُسَايَرَةِ للاسْمِ
الدَّارِجِ بَيْنَ طُلَّابِ أهْلِ زَمَانِنَا هَذِهِ الأيَّامَ، وقَدْ مَرَّ مَعَنَا شَيءٌ مِن خَطَرِ هَذَا التَّعْدِّي على أسْماءِ
الكُتُبِ .
2ـ ومِنْهُم مَنْ يَتَعَدَّى على المَخْطُوْطَةِ بتَقْدِيْمِ بَعْضِ أجْزَائِهَا، أو بتَأْخِيْرِهَا، بحُجَّةِ دَعْوَى التَّرْتِيْبِ
والتَّنْسِيْقِ الَّذِي يَنْسَجِمُ مَعَ مَوْضُوْعَاتِ الكِتَابِ!
وكَثِيْرُ هَذَا؛ يُوْجَدُ في كُتُبِ الإمْلاءَاتِ الَّتِي كَانَ يُملِيْهَا أصْحَابُهَا في مَجَالِسِ السَّماعِ، باسْمِ
الأجْزَاءِ الحَدِيْثِيَّةِ وغَيْرِهَا!
3ـ ومِنْهُم مَنْ يَتَعَدَّى عَلَيْهَا بوَضْعِ عَنَاوِيْنَ جَدِيْدَةٍ مِنْ كِيْسِهِ ورَأسِهِ، سَوَاءٌ وَضَعَهَا بَيْنَ أقْوَاسٍ
أو تَرَكَهَا عَرِيَّةً، كُلَّ ذَلِكَ مِنْهُم بدَعْوَى زِيَادَةِ التَّوْضِيْحِ والبَيَانِ.
قُلْتُ: لا ضَيْرَ ولا بَأسَ أنْ يَضَعَ المُحَقِّقُ بَعْضَ العَنَاوِيْنِ التَّوْضِيْحِيَّةِ الَّتِي تُفْصِحُ عَنْ مَضَامِيْنِ
وفَوَائِدِ الكِتَابِ وفُصُوْلِهِ، لكِنْ والحَالَةُ هَذِهِ كَانَ عَلَيْهِ أنْ يَكْتُبَهَا على جَنَبَاتِ الصَّفْحَةِ يَمِيْنًا
أو يَسَارًا، لا أنْ يَحْشُرَهَا في أصْلِ الكِتَابِ المُحَقَّقِ!
ولا تَفْرَحْ بِمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُهُم مِنْ وَضْعِ العَنَاوِيْن الجَدِيْدَةِ بَيْنَ الأقْوَاسِ؛ بِدَعْوَى تَمْيِيْزِهَا عَنْ...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق