مغيث وبريرة.. قصة حب من الزمن النبوي
لفضيلة الشيخ:
عادل بن سالم الكلباني
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
يحكي لنا الزمان قصة أَمَة مملوكة، وكم في ذلك الزمان من مماليك، لكن بريرة لها قصة،
قصة الحرية، قصة الحب، قصة الإباء، قصة تثبت في تفاصيلها روعة هذا الدين، وسماحته،
وترد على دعاة الحرية النسائية المطلقة، التي لا تخطم بخطام الشريعة، ولا توزن بميزان
العدالة، وإنما هي دعوى الشيطان كساها من زخرف القول غرورا .
وملخص قصة بريرة أنها أرادت أن تتحرر من رق العبودية، وأن تنطلق في آفاق الحرية،
تملك نفسها، وتملك قرارها، وترفل بقدرتها الكاملة لتقرير مصيرها، ورسم مستقبلها .
وهكذا كان، فقد اتفقت مع مالكيها من الأنصار على أن تكاتبهم، فاشترت نفسها بال تقسيط
المريح، بتسع أواق من الفضة، تدفعها سنويا، في كل سنة أوقية .
ولما أبرمت الاتفاق، عمدت إلى نبع الحنان، وحصن الأمان، فقصدت بيت النبي صلى الله عليه
وسلم، وحدثت زوجه عائشة رضي الله عنها، وأخبرتها بحاجتها إلى أن تعينها، فدفعت عائشة
رضي الله عنها ما اتفق عليه إلى مواليها ثم أعتقتها .
وها هي بريرة رضي الله عنها تتنفس عبير الحرية، وتستنشق عطرها، وتبدأ حياتها من جديد،
بثوب جديد، ونفس جديدة .
فلما تأملت حالها رأت أنها زوجة لعبد مملوك، والإسلام يعطيها حرية اتخاذ القرار، فلها
أن تبقي علاقتها الزوجية كما هي، على حالها السابق، ولها أن تنقض الرباط، وتحل الوثاق،
فقررت بحسم وجزم أن تنهي حياتها الزوجية. وهكذا كان، لأنها لم تكن تحب زوجها، ولا تحمل
في قلبها له مودة ولا رحمة .
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: إن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث، كأني أنظر إليه
يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس: يا عباس،
ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا؟ رواه البخاري .
فلما رأى مغيث إصرار بريرة على صده، وأنها عازمة على تركه، استشفع ب النبي صلى
الله عليه وسلم، فشفع له عندها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو راجعته، فإنه زوجك
وأبو ولدك. قالت:...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق