alexa

السبت، 21 مايو 2016

كيف يكون إنكار المنكر ولو بالقلب فقط لفضيلة الشيخ خالد حامد

إنكار المنكر ولو بقلبك فقط

لفضيلة الشيخ:
خالد حامد





(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)



وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا



لقد احتفلت السنة النبوية احتفالاً عظيمًا بالإنسان، وكرمته أيما تكريم، فحث المصطفى على
وضع الإنسان –أيّ إنسان- موضع التكريم لخلق الله، فلنقف معًا وقفات عند بعض قطوف
السنة النبوية المطهرة، نشم عطر هذه الروضة المحمدية الندية، في تكريمها الإنسان.

ما أن أذن المؤذن معلنا دخول وقت الصلاة حتى قام العم سعيد من نومه فلبس حذائه وجلس
على كرسيه وتناول إبريق الماء... وقال بسم الله... فأكمل وضوئه وخرج من منزله متجها
إلى المسجد وبينما هو في الطريق سمع صوت موسيقى مألوفا عليه ذكره بأيام شبابه فأخذه
الفضول إلى هذه الموسيقى وتحدثه نفسه أنه ما زال وقت الصلاة مبكرا فما أن وصل إلى
هذا الصوت حتى وجد شبابا غافلون يتراقصون على صوت موسيقى صاخب وتلاعب بهم
الشيطان فأصبحوا يرقصون كالمجانين..

هذا كله والعم سعيد واقف متسمر أعجبه فعلهم مخفيا إبتسامة انبهارا بما يصنعون، وقد
ارتاح قلبه لهذه المعصية ولم ينكرها أقلاه بقلبه مذكرة له بأيام صباه... وبينما هو مسترسل
في هذا اللهو ناسيا صلاته إلا وقد أقيمت الصلاة!!!

فانتبه من غفلته وعاد مسرعا إلى المسجد..

وفي الجانب الآخر خرج العم صالح إلى المسجد وكان الطريق الى المسجد يمر على هاؤلاء
الشباب الغافلون فمر عليهم وامتعض وجهه من فعلتهم وتمنى لو يستطيع إيقافهم أو نصحهم،

إلا انه خاف على نفسه منهم ومن شرهم فلم يتبقى أمامه إلا أن يكره هذا الفعل بقلبه ويكمل
مسيره إلى المسجد لإتمام الصلاة ..

بالرغم من أن العم سعيد والعم صالح لم يشاركا في هذه المعصية ولم يتكلما ولم ينكرا على
أصحابها إلا أن أحدهما أصاب والاخر أخطأ فالعم سعيد اعجب كثيراً بهذه المعصية وتذكر
أيام شبابه وساقه الحنين إليها سوقاً من طريقه الذي قصده الى المسجد فلم ينكرها لا بلسانه
ولا بيده والأدهى أنه أحبها بقلبه!!!

وهذا ما يقع فيه كثير من الناس حبهم للمعاصي و الذنوب بتزين الشيطان لهم هذه القاذورات،
والأدهى من ذلك أن فريضة إنكار المنكر تكاد أن تنعدم عند الناس إلا ما رحم الله من الدعاة
والمصلحون وغيرهم من أهل الخير والاحسان.

حتى أنهم ربما لم يشاركوا في هذه المعاصي ولكنهم أحبوها وهنا يكمن الخطر...

ومما يخيف ويبعث على دق ناقوس الخطر هو أن أن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم، قال:
((إذا عُمِلَت الخطيئةُ في الأرض، كان من شَهدَها، فكرهها كمن غاب عنها،
ومَنْ غابَ عنها، فرَضِيها، كان كمن شهدها
)).

قال ابن رجب رحمه الله معلقا على هذا الحديث: فمن شَهِدَ الخطيئةَ، فكرهها بقلبه، كان كمن
لم يشهدها إذا عَجَز عن إنكارها بلسانه ويده، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها
وقدر على إنكارها ولم ينكرها؛ لأنَّ الرِّضا...

.
.
.

ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق