alexa

الأربعاء، 11 مايو 2016

أوقافُنا صَنعتْ جيوشاً للسِّلم لفضيلة الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك

أوقافُنا صَنعتْ جيوشاً للسِّلم

لفضيلة الشيخ:
قيس بن محمد آل الشيخ مبارك




(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)



وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا



الوقف خصيصةٌ من خصائص هذه الأمة، فالوقف في الإسلام ليس تنازلا عن مال، وإنما
هو نظامٌ لِعَقْدٍ على سبيل التأبيد، فله أركانه وشروطه وواجباته ومكمِّلاتها، والوقف من أهمِّ
أسباب نهضة الأمم، ومن أَجْل هذا لا نرى غرابةً في كثرة الأوقاف في العهد النبويِّ، فهذا
الإمام مالكٌ -رحمه الله- حين بلغه أنَّ التابعيَّ الجليل شُريحاً القاضي كان يقول بعدم انعقاد
الوقف، فقال: «رحم الله شريحاً، تكلَّم بِبِلاده -يعني الكوفة- ولم يَرِدْ المدينةَ، فَيَرَى آثار الأكابر
مِن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والتابعين بعدَهم، وما حَبَّسُوا من أموالهم،
وهذه صدقات رسول الله سبعةَ حوائط
» أي سبعة بساتين، يشير إلى وصيَّة رسول الله صلى
الله عليه وسلم- بأمواله لتكون وَقْفاً، ففي الصحيحين: «لا يَقتَسِمْ ورثتي دينارا، ما تركتُ
بعدَ نفقةِ نسائي ومؤْنَةِ عامِلي، فهو صدقة
» وكانت أموالُه -صلوات ربي وسلامه عليه-
مِن الفيء، ومنها ما وُهِبَ له، فقد وهبه مُخَيريق النَّضْريُّ الإسرائيليُّ -وكان يهودياً فأسلم-
حيث أوصى بأمواله للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وكانت سبعة بساتين، وكان صلى الله
عليه وسلم لا يستأثر بأموالِه لنفسه، بل كان ينفقها على أهله والمسلمين وعلى المصالح العامة.

ويؤكِّد كثرة الأوقاف في الصدر الأوَّل ما رويَ عن الصحابي الجليل جابر بن عبدالله أنه قال:
«فما أعلم أحدا ذا مقدرة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين والأنصار
إلا حَبَسَ مالاً مِن ماله، صدقةً موقوفة» وذكر الإمام الشافعيُّ أن عدد مَن أوقفَ أكثر من ثمانين
من الأنصار، وهذا سيدُنا عمر الفاروق، حَبَسَ أرضاً له بخيبر للفقراء ولذي القربى ولعتْق
العبيد وللضَّيْف، وجعلَ النَّظارة على هذا الوقفِ إلى ابنته حفصة -رضي الله عنهما-، فقال:
«تَلِيْهِ حفصةُ ما عاشتْ، ثم يَليه ذو الرَّأْي مِن أهلها» فكانتْ حفصةُ أوَّلَ امرأةٍ تُعيَّنُ ناظرةً
على وَقْف.

وسَرْدُ أوقاف الصحابة يضيقُ عنه هذا المقال، ومن عظيم اهتمام المسلمين...

.
.
.

ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق