الإنسان أولاً
فضيلة الشيخ الدكتور:
سلمان بن فهد العودة
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
ركب إلى جواري في الطائرة ذات مرة شاب غريب، بدت عليه ملامح الحزن والكآبة والانعزال
عن الآخرين، وكأنه يتوجس خيفة من كل أحد يجالسه أو يحادثه أو يصافحه.. ويتساءل
عن نوع الأذى الذي ينوي إلحاقه به!
خطر في بالي أن هذا الشاب هو بيت مغلق بأقفال، ولكي تلج إلى هذا البيت لأي غرض كان
عليك أن تبحث عن المفاتيح.
ربما تريد أن تدخل مع هذا الإنسان أو غيره في مشاركة تجارية، أو في مشروع تقني، أو منجز
ثقافي، أو تطمع في دعوته إلى خير، أو حمايته من شر، أو تريد أن تنتفع منه بحكم وجود
حالة إيجابية لديه يمكن توظيفها.. وهب أنك تريد أن تقدم له خدمة ما يحتاجها..
أنت هنا أمام ثري، أو مبدع، أو قارئ، أو منحرف، أو شحاذ، أو ما شئت..
هو إنسان قبل أن يكون أياً من ذلك، ويوم ولد لم يكن له لون ولا شيء معه (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ
مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً)(النحل: من الآية78)، (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ
أَوَّلَ مَرَّةٍ..)(الأنعام:من الآية94).
وأي محاولة تواصل تتجاوز مبدأ الإنسانية ستمنى بالفشل.
ومن حسن الحظ أنك أنت إنسان أيضاً فلديك الكثير من المعرفة المفصلة والواقعية عن الإنسان
وحاجاته وضروراته ومداخله ومشاعره وأحاسيسه.
لم يكن بمعزل عن الحكمة الإلهية العظيمة أن يبعث الله رسله من الناس، مثلهم يأكلون الطعام،
ويمشون في الأسواق، ويتزوجون وينجبون، ويصحون ويمرضون، وتصيبهم الأدواء.
ولكل إنسان أسوار لا ينبغي تقحمها ولا تجاوزها، ومداخل تناسبه بيد أنها تحتاج إلى اللطف
والبصيرة وحسن التأتي.
وحين قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ
مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِى يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ..)(رواه مسلم).
كان يرسم منهجاً نبوياً رائعاً في التعامل مع الآخرين، أن تضع نفسك في موضع الإنسان
الذي أمامك وأنت تتعامل معه، ما الذي يروقه ويعجبه منك؟
أن تثني عليه بخير، ولا أحد إلا ولديه من الخير ما يمكن أن...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق