إخراج زكاة الفطر من النقود
لفضيلة الشيخ:
خالد الخضيري
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
لما كان يوم العيد يوم فرح وسرور وإظهار للنعمة في المأكل والمشرب واللباس وغير ذلك
تظل فئة من الناس تعوزهم الحاجة عن مشاركة المسلمين في هذا اليوم العظيم، لذلك حرص
الشرع المطهر على تعميم هذا المظهر بين أفراد المجتمع في قوله -صلى الله عليه وسلم-:
"أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم"، فكانت تلك من الحكم البالغة في فرض زكاة الفطر،
لذا عند التأمل في المعنى الذي يحصل به الإغناء نجد أن ذلك يتفاوت بين مجتمع وآخر،
فإطعام قوم الأرز في بلد ما إغناء لهم عن السؤال في يوم العيد، وإطعام قوم اللحم إغناء
لهم، وفي مجتمع آخر اكتفاء في الطعام وحاجة في اللباس، فكان من معنى الإغناء أن يعطوا
ما يحصل به الإغناء لهم، ولما كان المحتاجون أدرى بحاجاتهم كان النقد هو الذي يحصل
به هذا المعنى ولذا تنبه معاذ -رضي الله عنه- إلى مثل هذا المعنى في أخذ الزكاة من أهل
اليمن حيث قال: ائتوني بخميس أو لبيس آخذه منكم مكان الصدقة... "، كما تنبه له كثير
من التابعين والأئمة المعتبرين، ومع هذا ظل كثير من الأئمة على ما ورد به النص، وظلت
المسألة من موارد الاجتهاد فمن اطمأنت نفسه إلى أيهما فلا تثريب على الآخر، ونعرض
هنا القول بجواز إخراجها من النقود بدلاً من الطعام عند تحقق المصلحة من ذلك.
جواز إخراج زكاة الفطر من النقود:
ذهب الثوري وأبو حنيفة وأصحابه -رحمهم الله- تعالى إلى جواز إخراج القيمة في زكاة
الفطر بناء على جوازها في عموم الزكاة، وروي ذلك عن عمر ابن عبد العزيز والحسن
البصري وعطاء وأبي إسحاق، واستدلوا على ذلك بما يلي:
- عموم قوله -تعالى-: (خذ من أمو الهم صدقة) فهذا تنصيص على أن المأخوذ مال،
والقيمة مال، فأشبهت المنصوص عليه، وأما بيان النبي -صلى الله عليه وسلم-، لما
أجمله القرآن بمثل (في كل شاة شاة) فهو للتيسير على أرباب المواشي، لا لتقييد الواجب
به، فإن أرباب المواشي تعز فيهم النقود، والأداء مما عندهم أيسر عليهم. - ما روى البيهقي بسنده، و البخاري معلقا عن طاووس قال: قال معاذ -رضي الله عنه-
لأهل اليمن: ائتوني بخميس أو لبيس آخذه منكم مكان الصدقة، فإنه أهون عليكم وخير
للمهاجرين بالمدينة، وفي رواية: ائتوني بعرض ثياب آخذه منكم مكان الذرة والشعير... )،
وأهل اليمن كانوا مشهورين بصناعة الثياب ونسجها، فدفعها أيسر عليهم، على حين كان أهل...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق