alexa

السبت، 23 يوليو 2016

رفقة القرآن.. وأثر الجفاء! فضيلة الشيخ فيصل جارالله

رفقة القرآن.. وأثر الجفاء!

فضيلة الشيخ:
فيصل جارالله




(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)



وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا



يتساءل كثيرون عن الطريق إلى التلذذ بكتاب الله، وحضور القلب عند قراءته، ويتساءلون
عن اللذة التي يجدها أهل القرآن.. كيف يجدونها، وبعضهم يتحدث بكلمات تَقَاطر دمعاً أنه
يفتح المصحف ويقرأ لمجرد تحلة القسم؛ إذ إنه لا يجد من تلك اللذة شيئاً، ثم ينفطر قلبه
إذا رأى من يتكلم عن الشعور الجارف الذي يجده في الحياة مع القرآن.. لأنه يراه يتحدث
عن شيء يفتقده.

في الحقيقة.. الجواب عن هذا السؤال شاق، ومشقته راجعة إلى أنه يُشعر القارئ بأن المتحدث
بلغ منزلة في هذا الباب تخوله للحديث عنه، وترجع أيضاً إلى كون الجواب ليس يتلخص
إلى كلمة واحدة، تؤخذ وتضمد بها الجراحات ثم تبرأ، بل هو راجع إلى عدة عوامل متفرقة،
والواقع أن مثل هذه الإشكاليات هي نتاج تراكمات سابقة، وليست حديثة الولادة، فمن كان
آخر عهده بكتاب الله هو رمضان العام الماضي فلا يستغرب أن يدخل رمضان هذا فيحاول
أن يعيد ذكرياته ال رمضانية السابقة فيتناول المصحف فيبحث عن قلبه فلا يجده، لا يستغرب
هذا؛ فإن القلب جَسور على الهرب، وإذا لم يُتعاهد فإنه سرعان ما يتفلت، والعارفون بشأنه
يذكرون من تأثره وتفلته أشياء هي أهون من هذا بمراحل.

دعونا نأخذ مثالاً نعتبر به إلى حالتنا هذه، لو أن شخصاً كان له صديق يألفه ويطوي معه
الليالي الكثيرة بلا أدنى ملل، يسامره ويجالسه ويبثه أساريره ومواجيده، لو أن أحد هذين
الصديقين ابتعد عن صديقه الآخر مدة من الزمان ولنقل: عشرة أشهر مثلاً، لا يراه، ولا
يراسله وليس بينهما أي نوع من التفاعل، تُرى؟ إذا لقيه مرة أخرى -بعد هذه المدة من الانقطاع-
هل سيستعيدان من التبسط والعفوية ما كانا ألفاه بمجرد مرور الدقيقة الأولى من لقائهما؟!
الواقع أن هذا الاحتمال بعيد؛ إذ إن للبعد تأثيراً ما على العلاقات لابد أن تظهر آثاره، ولو
في مظاهر الرسميات لدى اللحظات اللقاء الأولى، وأذكر أن الأستاذ أحمد أمين كان يتكلم
عن مثل هذا المعنى فقال حينئذ: (الصداقة ككل حي إذا لم تُغذ بالمقابلة والمكاتبة أسرع إليها
الذبول، فالفناء
) فهو يرى أنها قد تصل إلى الفناء أيضاً بما أنها كائن حي.

حسن، لعله اتضح الآن وجه الربط بين الموضوع الذي نتحدث عنه وهذا المثال.. إن هذا
الذي كان آخر عهده...

.
.
.

ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق