المعارف المتداخلة
الاستاذ:
سليمان بن ناصر العبودي
(لعرض المقال كاملاً اضغط هنا)
وللاطلاع على قسم المقالات اضغط هنا
خلال الدقائق اليسيرة التي أقطعها بالمشي على السَّير في الأيام الماضية، كنت أستمع في
أثنائها موادّ صوتية مختلفة للشيخ محمد العثيمين –على قبره رحمات الله- فبعضها شرح
وتعليقات على بعض الكتب و المتون، وبعضها جوابات عن سؤالات واستفتاءات ..
هذا العالم الفذّ رغم كثرة استماعك له ورغم شعورك أنك على صلةٍ وثيقة بنتاجه العلمي،
إلا أنه في الغالب سيحافظ على بقاء عناصر دهشتك بفرادته وألق لغته وقوة نتاجه المعرفي
حتى آخر أيامك، فإنك إن لم تبهرك قدراته العلمية إبهارا فستظل –على الأقل- مُسَلِّما بقوة
حجاجه وجمال عرضه ورسوخ علمه وندرة المادة الإنشائية في تضاعيف جواباته وفتاياه!
والأعجب من ذلك هو تداخل معارفه واشتباكها!
وهذا هو حدُّ الكبار في أي مجال، هو أنهم مهما غابوا عن قلبك وتواروا عن ناظرَيك وداهمك
شعور ساذَج أنك تركتهم وراءك ثم عدتَّ إليهم إذا بهم ما زالوا يحتلون في قلبك مرتبةٍ سامقةً،
كأنما كانوا يركضون معك وأمامك في كل مراحِلِك، فكالقمر يلوح للمسافرين خلف السحب
المتراكمة وكلما توهَّموا أنهم سبقوه ظهر لهم مجددا من بين الغيوم التالية!
انتقد
دكتور الفلسفة طه عبدالرحمن ابنَ رشد الحفيدَ بأن معارفه الفلسفية مبتوتة الصلة بمعارفه
الفقهية، فكأنما فلسفة ابن رشد وفقه ابن رشد عِلمانِ منفصلان في صِدر رجلين، ولم يكونا
علمَين في صدرِ رجل واحد، فقال: (لئن صحَّ أن نقول بأن ابن رشد فقيه وفيلسوف معا،
فلا يصح بأن نقول بأنه فقيه فيلسوف.. إن ابنَ رشد لم يبدع في الفلسفة عن طريق الفقه،
ولم يبدع في الفقه عن طريق الفلسفة).
وبغضِّ النظر عن الأمثلة التي أوردها الدكتور طه عن العلماء الذين نجحوا في الدمج بين...
.
.
.
ولتبقوا على اطلاع بجديدنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق